هكذا بدأت قصتنا

فكرة (القرآن للقلوب الصغيرة) كانت بإلهام من طفلي سامي، وكذلك من خلال شعوري بمسؤوليتي  كمسلمة وُلِدتُ ونشأت في سوريا وأعيش حالياً في المملكة المتحدة

مثل العديد من الأطفال في مثل سنه يتعلم ابني سامي قواعد التجويد ، وقد تمكن من إتمام تعلمه للتجويد حاصلاً على أعلى الدرجات وكان ذلك بفضل دراسته الجادة في المدرسة الإسلامية لمرة واحدة في الأسبوع خلال السنوات الخمس الماضية و متابعتي معه في المنزل.

عند هذه النقطة بالذات كانت البداية الحقيقية ل (القرآن للقلوب الصغيرة) حيث قدمت له معلمته نسخة من المصحف كمكافأة له على إنجازه و تفوقه، إنه حقاً لشرف عظيم ولفتة جميلة.

ولكن…

لكُم ان تتخيلوا مقدار دهشتي ومفاجأتي في الليلة التالية لاستلامه لجائزته الثمينة عندما رأيت الدموع في عينيه، وهو يشرح لي شعوره بالرهبة والعجز عن قراءة هذا القرآن ذو الغلاف الجلدي قائلاً : إنه ليس لي.. ولن أتمكن من قراءته..ماما إنه مصحف للكبار.

لقد شعر بأنه عاجز عن تهجئة حروفه وقراءته، عند هذه اللحظة شعرت بالرعب… فبعد كل هذا الجد والمثابرة في التعلم وبعد كل ذلك الحب والفهم الذي بنيناه سوياَ خلال الخمس سنوات الماضيه يشعر سامي الآن بأن المصحف الهدية كان ثقيلاً على يديه الصغيرتين وبأنه ليس له..

لن أنسى تلك الليلة أبداً والتي قضيتها باحثة عبر الانترنت عن مصحف ذو تصميم طفولي بحيث يراه الأطفال قريباً إلى عالمهم وخيالهم، لكنه ببساطة لم يكن موجوداً!

لقد كان ابتكار هذا التصميم  أمراً لابد لي من القيام به بعد أن أدركت ما كان يعنيه لسامي وللأطفال الآخرين أن يكون لديهم نسختهم الخاصة بهم

لقد عملت خلال السنوات الثلاث الماضية على اختيار نموذج يلبي الاحتياج ولم يكن ذلك بالأمر السهل, فقد استغرق وقتاً وجهداً كبيرين وعبر هذه الرحلة كنت أعي تماماً عظمة هذا الكتاب الكريم  وأن تصميم هذا الإصدار لا يغير شيئاً من ذلك وإنما سيجعل من السهل على الأطفال ان ينجذبوا للقرآن ويستكشفوه وأن يشعروا بأنهم وثيقو الصلة به

أعتقد بشدة بأن لدينا مسؤوليةً كآباء أن نتعامل مع القرآن الكريم من خارج الصندوق وأن نقدمه لأطفالنا بطريقة تجعلهم مرتبطين بتعاليمه.

عندما أمسك سامي نسخته الخاصة بيديه الصغيرتين لأول مرة كان مذهولاً وسأل متعجباً :”كيف يمكن للقرآن أن يكون بهذا الشكل؟

وأكثر من أي شيء آخر كان متحمساً لينظر بداخله ،كما كان أكثر راحة بإمساكه بين يديه …هو حالياً يشعر أنه الآن بات يخصه .

يقرأ سامي القرآن يومياً ، يضع المؤشر في المكان الذي وصل إليه ويحتفظ بالقرآن الى جانب سريره لم أطلب منه أن يفعل ذلك لكنه فعله من تلقاء نفسه… هو دائماً يسأل الكثير من الأسئلة ويفكر فيما وراء الكلمات المسطورة في الصفحات….

بالنسبة لي لقد كان كل ما يسود تفكيري في السنوات القليلة الماضية أثناء ابتكار هذين الإصدارين هو قصة سيدنا علي كرم الله وجهه حينما عرض عليه النبي عليه السلام الإسلام لأول مرة، إذ كان آنذاك في العاشرة من عمره ، لقد أصغى إليه بانتباه ثم قال له : دعني أفكرثم مضى.

لقد قضى عليٌّ الليل كله يفكر فيما سمعه من النبي الكريم، وفي اليوم التالي عاد إليه وأخبره بأنه قد اتخذ قراره بعد التفكير مليّاً :لقد

آمن بدعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأصبح مسلماً.

يلزمنا أن نؤمن بأطفالنا  و نستمع إالى أفكارهم كما و أن نفسح المجال للأجيال القادمة لاستكشاف كنوز قرآننا هناك الكثير من اللآلئ و الدرر التي لا تزال مخبأة بداخله و ننتظر الشغوفين به للتنقيب عنها بين دفتي هذا الدستور العظيم، أرجومن الله ان أكون قد أسهمت في إثارة هذا الشغف لدى أطفالنا.

 

مؤسسة القرآن للقلوب الصغيرة